موريتانيا… حين تتحوّل الصحراء إلى منجَم سماوي

نشرت إذاعة فرنسا الدولية RFI تقرير حول صيادي «النيازك»؛ حيث تشهد موريتانيا خلال السنوات الأخيرة تزايدًا لافتًا في عدد الباحثين عن النيازك، الذين يجوبون آلاف الكيلومترات في عمق الصحراء، خلف قطعانهم أو عبر رحلات مخصّصة، وكلّهم يحمل الأمل نفسه: العثور على حجرٍ نادرٍ هبط من السماء، قد يكون مصدر ثروة كبيرة.

في العاصمة نواكشوط، يعرض حمّه ولد سيدي عثمان—بلحيته الطويلة ونظارته الثابتة—مجموعة من النيازك التي جمعها من مختلف مناطق البلاد. يقول لــ RFI:

«أبحث عن النيازك في كل موريتانيا».

فـعينه أصبحت مدرّبة على تمييز الحجارة القادمة من المريخ، بعد سنوات من التجوّل في الصحراء.

بدأت هذه الحمى قبل نحو عقد، عقب اكتشاف النيزك المريخي الشهير «تيسينت» في المغرب، ما جعل العديد من الهواة في المنطقة يصبحون خبراء في تمييز «الكوندريت» وغيرها من الحجارة السماوية.

سوق ناشئة… وأسعار تصل إلى 1000 دولار للغرام

يجتمع الصيادون في قلب العاصمة تحت شجرة كبيرة لعرض مكتشفاتهم. لكن السوق المحلية بطيئة، كما يوضح حمّه ولد سيدي عثمان:

«لدي نيازك، لكنني لا أريد بيعها الآن. أريد مئة دولار للغرام. قد يصل السعر إلى 1000 دولار، لكن الناس هنا لا يدفعون. يعرضون عشرة دولارات فقط، وهذا لا يساوي شيئًا».

في المقابل، يعرف البيع عبر الإنترنت نشاطًا أكبر، خاصة على واتساب وتيك توك، حيث يتولى وسطاء في شمال البلاد—خصوصًا قرب بير مغرين—فحص الحجارة وإعادة بيعها لأسواق خارجية.

غياب تام للإطار التنظيمي… وتحذيرات علمية

رغم هذا النشاط المتزايد، لا توجد في موريتانيا أي هيئة رسمية لتقييم أو توثيق النيازك. ويعتمد الصيادون على خبراتهم الشخصية، أو يرسلون عينات للخارج للتأكد.

يقول الدكتور علي الشيخ محمد نافع، أول عالِم كواكب موريتاني، لـ RFI:

«يتواصلون مع باحثين دوليين، يرسلون لهم صور الحجارة، أو يرسلون عينات بالبريد».

ويُبدي الباحث أسفه لغياب أي تشريعات في هذا المجال:

«النيازك تمثّل تراثًا وطنيًا لكل بلد. للأسف، لا يوجد في موريتانيا تنظيم لهذا القطاع».

وتوجد قوانين مشابهة في دول الجوار، مثل المغرب. كما اقترح الدكتور ولد نافع تركيب كاميرات لرصد سقوط النيازك في الصحراء، وإنشاء متحف وطني لعرض هذه القطع السماوية.

شاهد أيضاً

بيان من أسرة الشهيد عبد الرحمن ولد صالح

أصدرت أسرة الشهيد عبد الرحمن صالح بياناً عبّرت فيه عن حزنها العميق وصدمتها البالغة بعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *