رجلٌ إذا ذكر اسمه ارتبط بالقرآن والتفسير واللغة.. شيخٌ ختم الله به عصر المفسرين، فكان علَّامةً لغويًا مفسرًا، ذا ذاكرة حديدية وهمة لا تعرف الكلل.
وُلد سنة 1325هـ في “كيفة” بموريتانيا، وما إن توفي والده وهو يقرأ جزء “عم” حتى أتم حفظ القرآن كاملًا وهو ابن عشر سنوات فقط. ثم تعلم التجويد، ورسم المصحف، وأجيز بالحفظ في سن الحادية عشرة، ودرس الفقه المالكي واللغة والأنساب على يد زوجة خاله.
كان ينهل من كتب المنطق والمناظرة بالمطالعة وحده، ويحفظ أشعار العرب، وأحاديث الصحيحين، وألفية ابن مالك، وألفية العراقي، ومراقي السعود.. حتى صار مكتبة تسير على قدمين.
قال عن نفسه: “ما من آية في القرآن إلا درستها على حدة، وما قاله الأقدمون فهو عندي”،
ولشدة تمكنه ألّف كتابه العظيم “دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب” في خمسة عشر يومًا فقط خلال إجازة الامتحانات سنة 1373هـ!
كان إذا أراد التفسير، قرأ الوجه الواحد أكثر من مئة مرة.
🔹 فسر قوله تعالى {اهبطوا مصرًا} في أربع ساعات متواصلة دون أن يكرر نفسه أو يخرج عن المعنى.
🔹 فسر القرآن مرتين، ومات في الثالثة عند قوله تعالى: {أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
ومما يروى عنه:
إذا قال في اللغة “لا أدري” فابحث، فلن تجد جوابًا بعدها في المعاجم!
كان لا يميز بين العملات الورقية.
لا يتكلم في مسائل الطلاق.
لا يسمح بالغيبة في مجلسه.
يقضي يومًا كاملًا يبحث في مسألة واحدة.
توفي ضحى الخميس 17 ذي الحجة 1393هـ بعد أداء الحج، وصُلي عليه في المسجد الحرام ثم في المسجد النبوي صلاة الغائب، ودفن في مقبرة المعلاة بمكة.
إنه العلّامة المفسر الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله وجعل القرآن شفيعًا له.
نور انفو الأخبار على مدار الساعة